کد مطلب:239458 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:151

ما یقال عن المأمون
و علی كل حال .. فان المأمون كان قد برع فی العلوم و الفنون، حتی فاق أقرانه، بل فاق جمیع خلفاء بنی العباس ..

و قد قال بعضهم : « لم یكن فی بنی العباس أعلم من المأمون » [1] .

و قال عنه ابن الندیم انه : « أعلم الخلفاء بالفقه و الكلام » [2] .

و قال عنه محمد فرید وجدی : « لم یل الخلافة بعد الخلفاء الراشدین أكفأ منه » . [3] .

و فی الأخبار الطوال : « و كان شهما، بعید الهمة، أبی النفس، و كان نجم بنی العباس فی العلم و الحكمة .. »



[ صفحه 151]



بل لقد روی عن الامام علی (ع)، أنه قال - و هو یصف خلفاء بنی العباس - : « سابعهم أعلمهم » [4] .

و قد وصفه السیوطی و ابن تغری بردی، و ابن شاكر الكتبی ؛ فقالوا :

« و كان أفضل رجال بنی العباس : حزما، و عزما، و حلما، و علما، و رأیا، و دهاء [5] ، و هیبة ، و شجاعة ، و سؤددا ، و سماحة ،



[ صفحه 152]



لولا أنه شان ذلك كله ... بالقول بخلق القرآن [6] ، و لم یل الخلافة من بنی العباس أعلم منه .. » [7] .


[1] حياة الحيوان للدميري ج 1 ص 72.

[2] فهرست ابن النديم، طبع مطبعة الاستقامة في القاهرة ص 174.

[3] دائرة المعارف الاسلامية ج 1 ص 620.

[4] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 276، و سفينة البحار ج 2 ص 332، مادة : « غيب ».

[5] دهاء المأمون، و حنكته، و سياسته من المسلمات، و الأمثلة علي ذلك كثيرة؛ فقد روي لنا ابن عبدربه في العقد الفريد ج 1 ص 123، و الجهشياري في الوزراء و الكتاب ص 311 : كيف أنه بين للفضل بن سهل : أن أخاه الأمين كان يستطيع أن ينتصر عليه، لو أنه أرسل الي أهل البلاد التي يحكمها المأمون يخبرهم : أنه قد وضع عنهم الخراج الي سنة .. فحينئذ، ان لم يقبل المأمون، قامت البلاد ضده، و ان قيل لم يجد ما يعطي الجند، فيقومون ضده، و في كلا الحالتين يكون النصر للامين، لو وقعت بينهما الحرب ؛ فحمد الفضل ربه ، علي أن لم يهتد الأمين ، و اتباعه الي هذا الرأي .. و ان كان في العقد الفريد للملك السعيد، ص 50 ينسب هذا الرأي الي الشيخ أبي الحسن القطيفي، و أنه أشار به علي الأمين ؛ فلم يقبله . و في المحاسن و المساوي طبع مصر ج 2 ص 78 ،77 نسبة الي شيخ مسن أشار به علي الأمين فلم يقبل منه.

و قد رأينا أيضا : أنه عندما تسلم زمام الحكم قد طلب من الفضل : أن يشيع عنه الزهد و التقوي و الورع ؛ ففعل .. راجع تاريخ التمدن الاسلامي ج 4 ص 261 . و رأينا كذلك : أنه يقتل الفضل، و يبكي عليه، و يقتل قتلته، و يقتل الرضا، ثم يبكي عليه .. و يقتل طاهرا، و يولي أبناءه مكانه . و رأينا أيضا : أنه يولي الرضا العهد، و يوهم العباسيين : أن ذلك كان من تدبير الفضل، و يقتل أخاه، و يوهمهم أن الذنب في ذلك علي الفضل و طاهر .. الي آخر ما هنالك، مما سيأتي، و غيره، مما يدل علي عمقه، و دهائه، و حنكته ، و سياسته، و أن الفضل و غيره، ما كانوا الا دمي له، يلهو و يلعب بها، و يحركها كيف شاء، و حيثما أراد.

[6] قال القلقشندي في كتابه : مآثر الانافة في معالم الخلافة ج 1 ص 213 : انه قد طعن الناس !! علي المأمون ثلاثة أشياء : الأول : القول بخلق القرآن !! . الثاني : التشيع، الثالث : بث علوم الفلاسفة بين المسلمين ..

فتأمل، بالله عليك بهذه الامور، التي عدوها من المطاعن و بعد ذلك : فاضحك ، أو فابك علي عقول هؤلاء الجهلاء، الذين يسميهم الناس، أو يسمون أنفسهم علماء !!! و العلم من هؤلاء و أمثالهم بري ء.

[7] تاريخ الخلفاء ص 306، و فوات الوفيات ج 1 ص 239، و النجوم الزاهرة، و تاريخ الخميس ج 2 ص 334.